لا أعلم كيف استطيع كسب زوجي وأجهل الطريقة الصحيحة للتعامل معه. أنا بطبعي عاطفية جدا وهو لا يظهر عواطفه ابدا يتعامل معي وكأني احد اصدقائه يقضي معظم وقته خارج المنزل.
اما في عمله او مع اصدقائه وقد تحدثت معه كثيرا بها الشأن ولكن دون جدوى
ودار بيننا الكثير من الخلافات والمشاحنات ولم يهمه الامر برغم حاجتي إليه خاصة في رعاية طفلنا المعاق كل ما يشعر به تجاهنا هو الانفاق ويشعر أنها مسؤوليته الوحيدة أمامنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. وبعد ,,
أخيتنا الحبيبة.. أم علي.. بارك الله فيكِ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وأهلًا وسهلًا بكِ في موقعكِ المستشار.. سائلين المولى- عزّ وجل- أن نكون عند حسن ظنكِ وأن تجدي فيه ضالتك..
أيتها الغالية..
أقدر إحساسكِ.. وأتفهمه.. ولكن لا تنسي عزيزتي وفقكِ الله وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى (آل عمران: 36).. وبالتالي تختلف طرق التعبير عن ذات الشيء بين الرجل والمرأة، وحتى تكون إجابتنا عمليه ممكنة التطبيق أوصيكِ بالتالي:
1- إن الجهل في كيفية التعامل مع شريك الحياة عاطفيًا أو أخلاقيًا أو اجتماعيًا يتم تبديده بالعلم، لذا أنصحكِ حفظكِ الرحمن باقتناء الكتب التي تساعدكِ على فهم عقلية ونفسية الرجل مثل: كتاب تحفة العروس للإستانبولي , وكتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة.
2- كثرة عتاب الزوج على أمر معين، أحيانًا يكون سبب لهروبه من المنزل؛ لأنه يشعره بالعجز والضعف وأنه خيّب أمل من يحبهم ويحبونه، وهذا الإحساس يقتله خصوصًا إذا كان صادر من الأشخاص الذين يحبهم كزوجته وأبناءه الذين يريد أن يشعرهم باحتوائه لهم وأنه بطل تلك الأسرة التي كوّنها.
فالأَولى ليتم تجاوز ذلك أن تختاري الوقت والمكان المناسب لإقامة حوار راقي، وهادئ، وهادف، تغلفه المودة وحسن الظن، عندما يكون صافي الذهن، منشرح الصدر، غير مرهق من العمل.. فتهيئي المكان بالروائح العطرة والابتسامة لا تفارق محياكِ حتى أثناء الحديث.
أخبريه ابتداءً (أنك تقدّرين كثيرًا جهده وتعبه من أجل أن يوفر لكم حياة مريحة، وكيف أنه يبذل كل استطاعته من أجل سعادتكم، أخبريه أنكِ وأبناءكِ في حاله شوق له حتى وهو في عمله فكيف وهو خارج ساعات العمل.
أعلميه أن له الحق في أن يزور أصدقاءه ويقضي ساعاتٍ ممتعةٍ معهم.. ولكن لو قلّص تلك الساعات ليكون لكم الحظ الأوفر لكان أفضل، صحيح أن المال ورفاهية العيش مهمة، ولكن الأهم منها الحياة العاطفية التي تغذي الحياة النفسية والاجتماعية بين أفراد الأسرة، أعلميه دون أمر بكيفية التعامل مع ابنكما المعاق بخطوات 1..2..3..
ولا تنسي أنه والد، وعنده من الحنان الشيء الكثير ليغدقه عليكِ وعلى أبناءكم، ولكن قد يكون من الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يعبرون أو يخجلون من التعبير، فكوني أنتِ معلمته، علّميه بحنانكِ وحبكِ واحتواءك، وكلّي ثقة-بإذن الله- بكِ وبعاطفتكِ التي ستصنع المعجزات.
3- لا تكثري اللوم والعتاب على زوجكِ ولا تتهميه في التقصير أمام أبناءكما بعد أن تقومي بالخطوتين السابقتين، إنما كوني المحفزة والمشجعة، فإن لمحت عيناكِ زوجك وهو يقترب من ابنكما المعاق أو يبتسم له فأقبلي عليهما مبتسمةً فرحه، واحضني زوجكِ وقولي له: انظر لابننا كيف يبدو سعيدًا على غير عادته؛ أعتقد لأنه يشعر بحنانك وحبك له، نعم الحب إحساس يعبر عنه السلوك.
4- لا تنسي-رعاكِ الله- أن القرب من الرب سبحانه هو القوة الجبارة التي تجعلنا نواجه الصعوبات بثقةٍ وصبر ونجتازها بنجاح، كوني قريبةً منه بإقامة الصلاة على وقتها وتحلي بالصبر والحلم مع كثرة الدعاء والاستغفار.
ختامًا:
أسأل رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أن يشرح صدرك، ويزيل همك، ويثلج قلبك بتسخير زوجكِ لك ولأبناءكما.
وأن يشفي ابنكما المعاق لتريه سليمًا معافى عاجلًا غير آجلا وهذا ليس على الله بعزيز، وأن يحقق لكِ كل ما تصبوا له نفسكِ وتتمناه..
راسلينا كلما أردتي الاستشارة.. فعلى الرحب والسعة..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى اليوم الموعود.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار
